كثيراً ما يُساء فهم مصطلحي التدويل (i18n) والتوطين (l10n) ويُعتبران مترادفين، إلا أنهما عمليتان مختلفتان لكل منهما دورها الخاص في إنشاء موقع إلكتروني متعدد اللغات . يركز التدويل على إعداد البرامج أو المحتوى ليتناسب مع مختلف اللغات والسياقات الثقافية، بينما يُعنى التوطين بتخصيص هذا المحتوى لمنطقة أو جمهور محدد. ويشكلان معاً الأساس لأي شركة عالمية تسعى للتواصل بفعالية مع مستخدمين متنوعين.
يُعدّ فهم الفرق بين هذين المفهومين أمرًا بالغ الأهمية، لأنّ إغفال أحدهما أو الخلط بينهما قد يؤدي إلى منتجات غير ملائمة لا تلقى صدىً لدى الجمهور المحلي. في هذه المقالة، سنستكشف المعنى الحقيقي للتدويل والتوطين، وأهميتهما، وكيف يتكاملان معًا لبناء تجربة عالمية سلسة.
ما المقصود بـ I18n (التدويل) و L10n (التوطين)؟
يُعدّ التدويل (i18n) والتوطين (l10n) عنصرين أساسيين في تكييف البرمجيات والمحتوى عالميًا. فبينما يشمل التدويل تصميم المنتجات لدعم لغات ومعايير ثقافية متعددة، يركز التوطين على ترجمة هذه المنتجات وتخصيصها لجمهور مستهدف محدد. وتُكمّل هاتان العمليتان بعضهما بعضًا، وهما حاسمتان للشركات التي تسعى إلى الازدهار في الأسواق الدولية.
ما هو التدويل ولماذا هو مهم؟

التدويل، الذي يُشار إليه عادةً بالاختصار i18n (حيث يُمثل الرقم 18 عدد الأحرف بين "i" و"n")، هو عملية تصميم البرامج أو المحتوى أو المنتجات لتكون قابلة للتكيف مع مختلف اللغات والمناطق والثقافات. تضمن هذه الخطوة أن يكون رمز المنتج وتصميمه مرنين بما يكفي لدعم جهود التوطين المستقبلية دون الحاجة إلى إعادة تطوير كبيرة.
على سبيل المثال، تخيل موقعًا إلكترونيًا يعرض رسالة ترحيب على لوحة التحكم. في مرحلة التدويل، بدلًا من كتابة "مرحبًا!" مباشرةً في الكود، يستبدلها المطور بمفتاح بديل مثل العنوان. وبالتالي، إذا أراد هذا التطبيق دعم اللغة الألمانية، فسيكون التنفيذ كالتالي:
confirm(t(title));
في اللغة الإنجليزية، سيكون العنوان "Welcome!"، بينما في اللغة الألمانية سيكون "Willkommen!". تنطبق هذه العملية على تنسيقات النصوص والتواريخ والوقت والعملة وغيرها من العناصر الخاصة بالثقافة.
يُعدّ التدويل خطوةً حاسمةً لإنشاء منتجات متاحة عالميًا. فمن خلال إعداد أنظمة تدعم لغاتٍ متعددةً وأعرافًا ثقافيةً مختلفة، تستطيع الشركات التوسع في الأسواق الدولية بسهولةٍ وكفاءةٍ أكبر. ولا يُسهّل هذا النهج الاستباقي عملية التوطين فحسب، بل يُغني أيضًا عن الحاجة إلى عمليات إعادة تصميم مكلفة ومستهلكة للوقت عند تكييف المحتوى مع مناطق محددة.
ما هو التوطين ولماذا هو مهم؟

التوطين، أو التدويل، هو الخطوة التالية بعد التدويل. ويتضمن تعديل محتوى البرنامج وتصميمه ليناسب الاحتياجات الخاصة للمستخدمين في منطقة معينة. يشمل التوطين أو توطين المواقع الإلكترونية ترجمة اللغة، واستخدام تنسيقات التاريخ والوقت المحلية، واختيار الصور أو الرموز ذات الصلة الثقافية.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في توطين تطبيق للسوق العربية، فيجب عليك ترجمة النص إلى العربية وتعديل اتجاه التصميم ليصبح من اليمين إلى اليسار. كما يجب تغيير بعض عناصر التصميم بالكامل لضمان ملاءمتها وجاذبيتها للمستخدمين المحليين.

غالبًا ما تكون عملية التوطين أكثر تعقيدًا من مجرد ترجمة النصوص. على سبيل المثال، على موقع Airbnb الإلكتروني، قد يُشير التاريخ "2/1/2025" في الولايات المتحدة إلى 1 فبراير 2025، بينما في إندونيسيا، يُعتبر 2 يناير 2025 لأن التنسيق هو يوم/شهر/سنة. وبدون تخصيص مناسب، قد تصبح تجربة المستخدم مُربكة.

ولهذا السبب، عندما يتم تغيير اللغة إلى الإندونيسية، سيتغير تنسيق التاريخ أيضًا إلى 1/2/2025، مما يعني نفس تاريخ 1 فبراير 2025، ولكن بتنسيق مختلف.

يُعدّ التوطين أمرًا بالغ الأهمية لتوفير تجربة مستخدم سلسة وجذابة لجمهور مُستهدف. فهو يتجاوز مجرد الترجمة، إذ يُراعي الفروق الثقافية واللغوية الدقيقة ليُضفي على المحتوى صدىً لدى الجمهور. يُعزز المنتج المُوطّن الثقة ويُحفّز التفاعل، وهو أمرٌ حاسمٌ لتحقيق النجاح العالمي على المدى الطويل.
الفرق الرئيسي بين التدويل والتوطين

غالباً ما تترافق عمليتا التدويل (i18n) والتوطين (l10n)، لكنهما تخدمان أغراضاً مختلفة. ولتوضيح ذلك، إليكم تفصيل لأهم الفروقات بينهما، مع أمثلة تُبرز كل عملية.
وجه | التدويل (i18n) | التوطين (l10n) |
تعريف | عملية تصميم منتج بحيث يمكن تكييفه مع مختلف اللغات والمناطق. | عملية تكييف منتج دولي لتلبية الاحتياجات الثقافية لمكان محدد. |
نِطَاق | يركز على الجاهزية الهيكلية، مثل فصل النص عن الكود ودعم لغات متعددة. | يركز على تخصيص المحتوى، مثل الترجمة وتنسيق العملات والفروق الثقافية الدقيقة. |
هدف | قم بإعداد المنتج بحيث يسهل تكييفه مع مختلف اللغات والمناطق. | تأكد من أن المنتج يبدو وكأنه جزء أصيل من جمهور مستهدف محدد. |
أمثلة | إضافة دعم يونيكود، واستخدام عناصر نائبة للنصوص القابلة للترجمة، واستيعاب أطوال الكلمات المختلفة في واجهة المستخدم. | ترجمة النصوص، وتحويل التواريخ إلى الصيغة المحلية، واستخدام الصور المناسبة ثقافياً. |
توقيت | تم تنفيذه خلال مرحلة التطوير. | يحدث ذلك بعد التدويل، وقبل وقت قصير من إطلاق المنتج في سوق محددة |
تعقيد | في المقام الأول، سيتم إجراء تعديلات تقنية لتسهيل عملية التكيف لاحقاً. | يتضمن ذلك تعديلات لغوية وثقافية وتصميمية مصممة خصيصاً للموقع. |
التحديات وأفضل الممارسات في مجال التدويل والتوطين
الآن وقد فهمت الاختلافات، من المهم معرفة التحديات وأفضل السبل للوقاية منها. إليك بعضها.
التحديات وأفضل الممارسات في مجال التدويل

يلخص الجدول التالي التحديات وأفضل الممارسات المتعلقة بالتدويل.
تحديات التدويل | أفضل الممارسات في مجال التدويل |
التعامل مع اللغات ذات النصوص الفريدة (مثل الصينية أو العربية أو الهندية) ودعم اللغات التي تُكتب من اليمين إلى اليسار. | استخدم نظام Unicode (UTF-8) وتأكد من أن تصميم واجهة المستخدم يدعم عكس اللغات التي تُكتب من اليمين إلى اليسار. |
يختلف طول النص باختلاف اللغات، مما قد يؤدي إلى خلل في التنسيق. | صمم عناصر واجهة مستخدم مرنة يمكن تعديلها لتناسب أطوال النصوص المختلفة. |
إن تضمين النصوص في شفرة المصدر يجعل التحديثات والترجمات أمراً صعباً. | قم بفصل النصوص القابلة للترجمة إلى ملفات خارجية لتسهيل عمليات التحديث والترجمة. |
قد تتسبب مشاكل ترميز الأحرف في عرض النص بشكل غير صحيح. | استخدم ترميز UTF-8 وقم بإجراء الاختبارات للتأكد من عرض النص بشكل صحيح. |
التحديات وأفضل الممارسات في مجال التوطين

يمكنك تطبيق التحديات وأفضل الممارسات التالية في مجال التوطين.
تحديات التوطين | أفضل الممارسات في مجال التوطين |
تستخدم المناطق المختلفة تنسيقات مختلفة للتواريخ والأوقات والأرقام. | استخدم مكتبات تدعم اللغات المحلية وتجنب ترميز تنسيقات التواريخ والأوقات والأرقام بشكل ثابت لضمان العرض الصحيح عبر المناطق. |
قد لا تكون الصور والرموز مناسبة ثقافياً لجميع المناطق. | استخدم صوراً ذات صلة ثقافية وتجنب المحتوى الذي قد يعتبر مسيئاً أو غير لائق في ثقافات معينة. |
تختلف المتطلبات القانونية باختلاف المناطق، مثل قوانين الخصوصية والضرائب. | قم بالبحث والامتثال للقوانين واللوائح المحلية، بما في ذلك قوانين الخصوصية وحماية المستهلك، لضمان التوافق القانوني السليم. |
يمكن أن تختلف اللهجات اختلافاً كبيراً حتى داخل البلد الواحد، مما يجعل الترجمة أكثر تعقيداً. | قم بتخصيص الترجمات لتناسب اللهجات الإقليمية المحددة، مع ضمان أن يعكس استخدام اللغة الفروق الدقيقة والمصطلحات المحلية لتحسين تفاعل المستخدم ووضوحه. |
أدوات للتدويل والترجمة

يتطلب تحقيق التدويل (i18n) والتوطين (l10n) الفعالين مجموعة مناسبة من الأدوات التي تُبسط العملية وتُسهلها. ينبغي أن توفر الأدوات المثالية الترجمة والتوطين التلقائية ، مما يسمح للشركات بالوصول إلى جمهور عالمي بأقل جهد يدوي. تشمل الميزات الرئيسية التي يجب البحث عنها في أدوات التدويل أو التوطين :
- الترجمة الآلية: القدرة على ترجمة المحتوى بسرعة ودقة إلى لغات متعددة دون تدخل بشري.
- دعم التوطين: ميزة تسمح للأداة بترجمة المحتوى وتكييفه ليناسب السياقات والتفضيلات الثقافية للمناطق المختلفة.
- أدوات التحرير: محرر سهل الاستخدام لمراجعة الترجمات وضبطها بدقة، مما يضمن توافق المحتوى مع النبرة والمعنى المطلوبين.
- دعم متعدد اللغات: القدرة على التعامل مع لغات متعددة في وقت واحد وإدارتها بكفاءة.
إحدى هذه الأدوات التي توفر كل هذه الميزات هي Linguise . Linguise ترجمةً تلقائيةً مع تحديثات فورية للمحتوى، بالإضافة إلى محرر قوي يسمح لك بتحسين الترجمات، مما يجعلها خيارًا ممتازًا لجهود التدويل والتوطين. باستخدام Linguise ، يمكنك إدارة محتواك وتوطينه بسهولة، مما يضمن تجربة سلسة للمستخدمين في مختلف المناطق.
خاتمة
يُعدّ التدويل (i18n) والتوطين (l10n) عنصرين أساسيين لتوسيع نطاق حضورك الرقمي العالمي. فبينما يُمهّد التدويل الطريق لتكييف محتواك مع لغات ومناطق متعددة، يُخصّص التوطين هذا المحتوى لأسواق محلية محددة. إن فهم هاتين العمليتين وتطبيقهما يضمن وصول موقعك الإلكتروني إلى جمهور عالمي، موفراً تجربة مستخدم سلسة بغض النظر عن اللغة أو الموقع.
لتحقيق تدويل وتوطين فعالين، أنت بحاجة إلى أدوات موثوقة تُبسط العملية، Linguise كحل يجمع بين الترجمة الآلية وميزات التوطين المتقدمة. مع Linguise ، يمكنك إدارة محتواك متعدد اللغات بسهولة، وتحسين الترجمات باستخدام محرره البديهي، وضمان تلبية موقعك لاحتياجات المستخدمين الثقافية واللغوية المتنوعة. جرّب Linguise اليوم من خلال حساب تجريبي مجاني، وعزز جهودك في التدويل والتوطين لإنشاء موقع ويب عالمي بحق.



